لا تقسوا قلوبكم

قال السيد المسيح هوذا الزارع قد خرج ليزرع


هدف الله ان يغرس فينا كلمته لذا قال خرج الزارع (ليزرع)


ما اصعب ما قرأنا فى مثل الزارع حين القى كلمته الى طرق صلبه وقاسيه فلم تقبلها فى داخلها بل ظلت سطحية فكانت هذه الكلمة نصيبا لطيور السماء ولم تستفد منها هذه الطرق الخارجه عن حقله بل طرحت خارجا لتداس من الناس


وللاسف داخل الحقل (الكنيسة) ايضا توجد بعض القلوب الحجريه القاسية التى لا تؤصل فيها وصايا الله فتكون مستعدة للانكار وقت التجربة او تعطي كتفا معاندا (فابوا ان يصغوا واعطوا كتفا معاندة وثقّلوا آذانهم عن السمع). زك 7:11 غير مطيعين


فمثلا حين امر الله ان يحرم كل ما فى اريحا وثقل عخان ابن كرمي اذنه واخذ من الحرام


انكسر اسرائيل امام عدو صغير لان النعمة قد تخلت عنه اذ لا يمكن ان تكون هناك شركة بين النور والظلمة


ولكن حتي في هذا يظل الله يطلب الضال ليرده لان هذا هو هدفه ان يزرع فينا كلمه المصالحة


فيأمر الله يشوع ان ينادى فى الشعب ان تقدسوا لان فى وسطك حرام يا اسرائيل ولكن فى هذا صمم عخان اذنه


ثم نودي ان قفوا اسباطا وسيشير الله الى السبط المسئول عن هذا الكسر ولكن عخان اغمض عينيه


فتحقق فيه قول ارميا ار 5:21 اسمع هذا ايها الشعب الجاهل والعديم الفهم الذين لهم اعين ولا يبصرون.لهم آذان ولا يسمعون.


فاعطاه الله فرصة اخري لعله يعترف بخطأه وقال ليقسم السبط حسب قبائله واخذت قبيلة الزارحيين التى منها عخان


اين عقل هذا الشارد اصبع الله يقترب منه اكثر فاكثر ليشير عليه كمدان ولم يعترف ففيه حق القول رو 1:28 وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. و مز 81:12 فسلمتهم الى قساوة قلوبهم.ليسلكوا في مؤامرات انفسهم.


وحتي حين قسمت القبيلة الى بيوت والبيوت الى رجالها كانت اذان عخان مطموسه الى ان صدر عليه الحكم لحظتها فقط اعترف و قال حقا اني قد اخطأت الى الرب اله اسرائيل وصنعت كذا وكذا.


لكنه اعتراف بعد فوات الاوان


اخاف ان نقولها يوم استعلان مجد ابن الله


ونحن كل يوم يقول لنا المسيح هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي.رؤ 3-20


بما اننا ماذلنا فى الجسد مازالت الفرصة قائمة لنتصالح معه ونرده عن حمو غضبه ولكن ان ابينا وتمردنا سنؤكل بالسيف


ولنا امل فيه انه قد سر ان يعطينا الملكوت لانه لهذا قد خرج الزارع ليزرع.

القس شنودة يونان