حساسية الصيف

حساسية الصيف

تأتي الحساسية كأكثر أمراض الصيف انتشارا خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة في الجو فما طبيعة مرض حساسية الجلد؟ وما أسبابها؟ ولماذا هناك بعض الأفراد أكثر عرضة لحساسية الجلد عن غيرهم؟
وما أكثر أنواع حساسية الجلد انتشارا في فصل الصيف وأخيرا كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بحساسية الجلد؟

معنى الحساسية
بداية الحساسية هي عبارة عن استجابة أو تفاعل غير عادي لجهاز المناعة في الجسم أو أحد أعضائه مع مؤثرات خارجية تنتج عنها مجموعة من الأعراض تختلف باختلاف مكان الإصابة وتوجد تلك المواد في المحيط المباشر الملامس للجسم كأن توجد في الهواء كالغبار وحبيبات اللقاح وغبار الطلع أو في الأطعمة والأقمشة وغيرها، ومن الجدير بالذكر أن الحساسية تعتبر مرضا شائعا حيث تصيب فردا من كل 10 أشخاص بشكل مؤقت أو دائم وفقا لتقارير الجمعية الأمريكية لأمراض المناعة

الأكثر إصابة
وإذا كان السبب المباشر للإصابة بالحساسية هو دخول الجسم مادة أو أكثر من المواد المسببة للحساسية عن طريق الفم أو الاستنشاق أو الملامسة أو الحقن فإن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالحساسية وأجملت الأبحاث العلمية هؤلاء الأشخاص من مجموعات ثلاث وهي:

1) الأطفال الذي يرضعون بشكل طبيعي أقل عرضة للإصابة بالحساسية من غيرهم ممن يتناولون الألبان الصناعية منذ سن مبكرة.

2) تزداد فرص الإصابة بالحساسية عند الأفراد الأكثر عرضة للمواد الكيميائية والصناعية كالعاملين في المصانع أو الذين يعيشون في مناطق ترتفع بها نسبة التلوث كعادم السيارات أو غبار المصانع.

3) يأتي العامل الوراثي كأقوي العوامل المسببة للحساسية حيث يزداد ظهورها لدي الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي وراثي لأمراض الحساسية.

مواد مسببة
بجانب الغبار وحبوب اللقاح فإن الجو مليء بمسببات الحساسية الجلدية منها ريش الطيور وفراء الحيوانات المتطاير وكذلك بعض الأطعمة والمأكولات مثل الحليب البقري والبيض والأسماك والمحار والفول السوداني والمكسرات كاللوز والفستق والصويا وكذلك القمح وبعض الفواكه كالموز والمانجو والفراولة والكيوي ناهيك عن الشكولاته.
بالإضافة إلي بعض العقاقير الطبية كالمضادات الحيوية كالبنسلين وبعض اللقاحات كما أن بعض العقاقير المضادة للحساسية تثير الحساسية عند بعض الأفراد هذا بالإضافة إلي المواد الكيميائية كالصبغات والمنظفات المنزلية والمبيدات الحشرية وبعض مستحضرات التجميل ولدغات الحشرات وقرص النحل وملامسة بعض أنواع النباتات كبعض الزهور والأشجار كاللبلاب والسام.

وهناك بعض الأفراد لديهم قابلية للحساسية من ملامسة بعض المعادن كالذهب والفضة كما أن للعامل النفسي والتقلبات المزاجية دوراً مهماً في الإصابة بالحساسية فالتعرض لنوبات القلق أو الغضب والاكتئاب تعد عوامل مساعدة للإصابة بنوبات الحساسية خاصة حساسية الجلد والأنف والصدر.

أنواع متعددة
إن هناك مجموعة من الأمراض الجلدية التي تنتشر في فصل الصيف لعل أهمها ما يلي -الحامونيل-: وهو عبارة عن حويصلات عرقية صغيرة تظهر نتيجة لإنتاج الجسم لكمية من العرق أكثر من تصريفه ويظهر في صورة حكة ولسع في الأماكن المصابة خاصة في الوجه والكفين وأهم علاج له هو منع حدوث العرق قدر الإمكان عن طريق الجلوس في الأماكن المكيفة قدر الإمكان وارتياد الأماكن ذات الوجهة البحرية والحرص علي ارتداء الملابس القطنية والحرص علي استخدام مرطبات الجلد مثل غسول الكلامينا.
الحساسية الضوئية وهي عادة ما تأتي في الأماكن المعرضة للأشعة فوق البنفسجية مثل الوجه والرقبة وظهر الكفين ويأتي في صورة إحمرار وتهيج بالجلد وحكة في المناطق المصابة.
وللوقاية من الحساسية الضوئية لابد من استخدام مستحضرات الحماية من الشمس سواء في صورة كريم أو غسول أو صن اسكرين وتتميز هذه الكريمات بتفاوت درجات حمايتها ولكن يمكننا القول إنه كلما زاد معدل الحماية كان أفضل، بالإضافة إلي أهمية سرعة استخدام العلاج فور ظهور الحساسية علي الجلد.
وأن هناك التينيا الملونة أو المبرقشة أو كما يطلق عليها البعض الفطر المبرقش وهو عبارة عن فطر جلدي يصيب الأفراد الذين لديهم ميل وراثي للإصابة به ويظهر بعدة ألوان مثل البني والأحمر، وتصيب التينيا الملونة الأفراد طوال العام ولكنها تظهر أكثر في الصيف وذلك بسبب قلة تكوين مادة الكراتين علي الجلد وتعالج التينيا ببخاخات وأقراص مقاومة للفطر.
ومن أكثر أنواع حساسية في الصيف انتشارا حساسية اضطراب خروج العرق ويظهر بين أصابع اليدين والقدمين ويأتي في صورة بثور مائية ضعيفة ثم تقشر ويفضل للمصابين بها تجنب الأماكن ذات درجات الحرارة العالية واستخدام صابونة خاصة للبشرة الحساسية ph5 أو 5.5 وكذلك لابد من سرعة استخدام الكريمات والمرطبات عد ظهور البثور.
ويعد فرط إفراز الغدة العرقية من أكثر الأمراض الجلدية التي يعاني منها الأفراد في الصيف نتيجة نشاط الغدة العرقية بالجسم سواء النوع الذي يظهر بالإبطين والفخذين أو الذي يظهر بالكفين والقدمين وباقي الجسم وتعالج بمركبات لتقليل إفراز العرق ثم الحقن باليوتكس وفي حالة فشل هاتين الطريقتين فلابد من إجراء جراحة لقطع العرق الثمبثاوي.
وأخيرا يعاني الأفراد خاصة الرياضيين من فطر القدم ويتسبب في حدوثه نوع من الفطريات يمكنه الحياة فوق أي جلد بدون أن يضر صاحبه ولكن مع وجود العرق والرطوبة يتكاثر هذا الفطر بأعداد هائلة ويظهر في صورة تسلخات بين أصابع القدمين.
إن أغلب أنواع الحساسية الجلدية تعالج بشكل بسيط وسريع عن طريق استخدام كريمات الهيدروكرتيزون ومرطبات الجلد ومثبطات جهاز المناعة، كما أن استخدام الأقراص المضادة للهستامين يساعد علي تخفيف الحكة الجلدية المصاحبة للحساسية ولكنها تشعر المريض بالكسل والميل إلي النعاس والخمول خاصة عند استخدام الأنواع القديمة منها.

الطعام المتوازن
وجاء في أحدث الأبحاث العلمية أن الاهتمام بالطعام المتوازن يقلل من الإصابة بحساية الجلد عن طريق الاهتمام بالمجموعات الأساسية للأغذية وهي مجموعة البروتينات كاللحوم والبقوليات ومجموعة الطاقة مثل النشويات، ومجموعة المناعة مثل الخضراوات والفواكه التي تفرز جهاز المناعة داخل الجسم خاصة الداكنة منها مثل السبانخ والعنب الأحمر والتوت والإكثار من الثوم في الطعام حيث يعمل كمضاد للتهيج وكذلك نبات العرق سوس الذي تساعد جذوره علي التنفس الطبيعي كما ينتج مادة مضادة لاستجابة الجسم للحساسية.
بالإضافة إلي الاهتمام بالأغذية الغنية بالأحماض الدهنية كالأسماك واللوز وزيت بذور الكتان وتحذر الدراسات العلمية من تناول الأغذية المهيجة للحساسية مثل القمح والبطيخ ومنتجات الألبان والخيار والموز خاصة للأفراد الذين لديهم ميل وراثي للحساسية.